هذه قصص ثلاث، لكاتب من أشهر كتاب القرن التاسع عشر في فرنسا، هو جوستاف فلوبير. ظهرت في كتاب واحد عام 1877 وكانت آخر ما نشره المؤلف أثناء حياته، وقد بلغ من العمر وقتذاك الخامسة والخمسين واكتمل فنه، وذاع صيته، بعد صدور قصة "مدام بوفاري"، وقصة "سالامبو"، وكتابيه "تربية عاطفية" و"تجربة القديس أنطونيوس".
وقد ظل فلوبير موزعا بين الرومانتيكية والواقعية، وهو يبدو مناقضا لنفسه، حتى ظهر كتابه "قصص ثلاث"، فجاء إثباتا على أن الكاتب لا يتقيد باتجاه ثابت، وإنما يكتب ما يحلو له أن يكتب، يكتب للفن، سواء أكان الفن في سرد الواقع أم في تصوير الخيال، وسواء أكانت صوره مأخوذة من البيئة المحيطة به، أو منتزعة من زوايا التاريخ. ولذلك يكتب فلوبير قصصه الثلاث يجمع فيها بين الرومانتيكية التصويرية في أسطورة القديس جوليان، وقصة هيروديا، وبين الواقعية الخالصة في "قلب بسيط"، وهو لا يناقض نفسه في الجمع بين هذين الاتجاهين.