مرت حركة النهضة العربية منذ تأسيسها على يد "محمد علي" بعدة مراحل، نذر فيها أقطاب الفكر والأدب في سبيل تقدمها نفيس أعمارهم، وعظيم أوقاتهم؛ لتطويرها وتقويمها، فأخرج هذا الزرع شجرة علم كبيرة، كثرت فروعها، حتى امتدت لشتى نواحي العلوم والمعارف. وأمير البيان "شكيب أرسلان" صاحب القلم الفياض، بوصفه أحد من تتبعوا وعاصروا نمو هذه النهضة، يقدم لنا في هذه المحاضرة القصيرة تاريخ حركتها المباركة، فيستعرض خلالها إرهاصات نشأة الصحافة العربية في شرق الوطن العربيّ وغربه، وكذلك تطور المدارس وإدارتها، ولم يغفلْ المجامع العلمية العربية في "مصر" و"دمشق"، كما تعرض للنهضة العلمية في بلاد "اليمن"، وتطرق حتى لتأثير هذه النهضة على الشعر والأدب، كلّ ذلك في استعراض سريع لسنوات عاشها المؤلف في عصر هو من أزهى عصور الأمة العربية والإسلامية.