تحْوي هذه المحاضرات في ثناياها دراسة تحليلية وافية لحياة أحد أبرز أدباء العصر الحديث "إبراهيم عبد القادر المازني"، الذي عرف بأسلوبه الساخر، سواء في كتاباته الأدبية والقصصية أو في شعره. وقد عني "محمد مندور" بأن يبرهن، من خلال قراءته وتحليله لشتى مؤلفات المازني، على أنّ من يظن أن سخرية المازني تلك كانت مجرد دعابة ومرح، فقد أخطأ في إدراك شخصية المازني الحقيقية؛ فقد انطبع في مخيلته كل ما مرّ به من مصائب ومصاعب حتّى صارتْ جزءاً من شخْصيته؛ لذلك كان ساخراً ومتشائماً بطبيعته، وكانتْ هذه طريقته في مجابهة الوجه السيئ للحياة، حتى بلغت به تلك السخرية المليئة بالحزن والأسى حداً سخر فيه من نفسه ومن كتاباته.